Music Player

الأربعاء، 27 فبراير 2013

المستجيرون من الرمضاء بالنار


ندفع جميعآ ثمن سذاجتنا و مغادرتنا للميدان مبكرآ و موافقتنا على ترك البلد فى يد مجلس مبارك العسكرى عقب تنحى المخلوع مبارك ..

بعض الناس التى تريد الهروب من حكم الأخوان و تعود لحكم العسكر !!
تنطبق عليهم مقولة " كمن يستجير من الرمضاء بالنار " !!

العسكر و الأخوان وجهين لعملة واحدة ، وجهين لنظام حكم واحد ، نفس إسلوب الإدارة الفاشل ، نفس القمع ، نفس الظلم ..

و لا تنسوا إن الأخوان لولا صفقتهم مع العسكر ما وصلوا لسدة الحكم ، فى مقابل منحهم العسكر الخروج الآمن و تبرئة جميع رموز نظام المخلوع " مبارك " و التصالح معهم كما يحدث الآن ..
و طول ما المشاريع و المصالح
الأقتصادية للجيش بخير كل شيئ بالنسبة للجيش سيكون على ما يرام ..
و الأخوان أعقل من أنهم يمسوا تلك الأقتصاديات التى يسيطر عليها جنرالات العسكر ..


هل نسيتم الجرائم التى أرتكبها المجلس العسكرى ، و التى لا تختلف عن الجرائم التى يرتكبها الأخوان ؟!

مجلس مبارك العسكرى هو من أوصلنا لهذا الوضع ، و كان هذا الوضع سيحدث أيضآ فى حال فوز " أحمد شفيق "

مجلس مبارك العسكرى هو من خيرنا بين قاتل " أحمد شفيق " ، و خائن للثورة مرشح الأخوان " محمد مرسى " ..

لذلك كثير ممن كانوا على أرض الميدان حتى أخر لحظة كان يستنتج و يعلم أن هذا السيناريو سيحدث سواء جاء " شفيق " أو " مرسى " لذلك أختاروا المقاطعة ..

عمر المجلس العسكرى ما كان حيسمح بتسليم مصر لنظام ينتمى للثورة ، و إلا كان حيكون قطع رأس النظام بأيديه ..
لذلك صعد قاتل و خائن لتختاروا منهم واحد ، ليضمن خروجه بآمان و قد حدث ..

و السؤال : كيف تطلبون ممن سهل و يسر وصول الأخوان للسلطة " بصفقة " أن ينقلب عليهم ؟!!
كيف تطلبون ممن سلموا مصر " شعبها و أرضها " للتنظيم الدولى للأخوان " فى مقابل خروجهم الآمن بثرواتهم و أنفسهم أن ينقلب عليهم ؟!!
اللى أتلسع من طنطاوى ، لازم ينفخ فى السيسى ..

لا لحكم الشاويش و الدرويش
..
يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حكم المرشد ..

بعض الناس تقول أن مصر لا ينفعها إلا حاكم عسكرى !!
هل معنى فشل مرسى " الإخوانجى " الذى لا يمت للمدنية بشيئ ، و تكون النتيجة أن المدنيين لا يصلحون لأدارة الدولة ؟

و الأجابة أن منذ ثورة 1952 م ماذا فعل بنا النظام العسكرى ؟
أخذنا من جهل إلى جهل حتى وصلنا فى عهد العسكرى " محمد حسنى مبارك " إلى دولة متخلفة عن كل الدول التى كانت تسبقها
، تخلف علمى و أقتصادى و عسكرى و ثقافى و زراعى و صحى و تعليمى و فساد و رشوة و محسوبيات و نهب و سلب و ......
إليس مبارك رجلآ عسكريآ ؟ و لكنه كان فاشل بأمتياز

بعض الناس تقول أن الوطنية منبعها العسكرية !! ، بالعكس مبارك أثبت أن الوطنية يمكن أن يمتلكها مدنى أضعاف مضاعفة من عسكرى و لا أشكك فى وطنية غالبية عسكريينا و لكن الوطنية ليست حكرآ على فئة دون الآخرى ، فى كل مكان يوجد الصالح و الطالح ، و خير دليل مبارك كان عسكريآ ولكنه أصبح خائن و متآمر على شعبه و وطنه و أخذ وطنه و شعبه و سلمه للأمريكان و الإسرائليين ليتحكموا فينا و أصبحنا تابعين لهم عسكريآ و أقتصاديآ و زراعيآ و صناعيآ و ثقافيآ و علميآ و تجاريآ ....... " أحتلال متكامل و بدون عسكر " .. و سلمهم ثرواتنا و خيرات بلادنا و عقول شبابنا و ييسر لهم سبل السيطرة و التمكين مننا
حتى أصبحنا عبئآ على العالم و أصبحنا من الدول التى تتسول و تعيش على المعونات و الهبات ..
و خير دليل على مدنيين ضحوا بحياتهم فى سبيل تحرير وطنهم و شعبهم من قبضة هذا المبارك و ضربوا دروسآ فى الوطنية و الفداء و حب الوطن " شباب ثورة 25 يناير 2011 " .. و كذلك من العسكريين الضباط الأحرار ضباط 8 إبريل و أمثالهم كثير ..
أذن الوطنية وكفاءة الأدارة ليست حكرآ على فئة دون الآخرى و يمكن أن تجتمع فى مدنى و يمكن أن تجتمع فى عسكرى ..

بعض الناس تقول أن حكم العسكر كان ينعم بالأستقرار !!

ولهم حق فهم لم يجدوا من قبل أستقرار بحق و لكن الحكم العسكرى كان يعيشنا فى أستقرار فعلآ ، و لكن أستقرار فى القاع و الحضيض و الجهل و التخلف و لكنه أستقرار ، لكن فرق السماء و الأرض بين أستقرار فى القمة و أستقرار فى القاع ..



نسيت أقول لكم أن مفاتيح اللعبة كلها كانت بيد " أمريكا " من بداية الثورة ، مرورآ بتنحى مبارك و تسلم المجلس العسكرى السلطة ، وصولآ لتولى مرسى الحكم ، أقالة طنطاوى و عنان " الخروج الآمن " ، و تولى السيسى حتى تلك اللحظة ..
أكتشفت أننا كنا و مازلنا ندور فى فلك أمريكا و على نفس المسار التى قامت بتسييرنا عليه
" مازلنا فى العباءة الأمريكية الواسعة و مازلنا تابعيين لها "..
تقريبآ أمريكا بتعتبر مصر هى الولاية ال 51 .. لعبة المصالح و السيطرة و النفوذ و الثروة و التبعية ..


مع الأسف الجيش لم يحمى الثورة ولم ينحاز لها ، كنا ننتظر منه أن ينحاز للثورة و أهدافها فعلآ
مجلس مبارك العسكرى هو من خان الآمانة ، و لم يصون هتاف الشعب المصرى ،
" المالك الفعلى للجيش المصرى "
" الجيش و الشعب أيد واحدة "



فيديو صغير يوضح حماية مجلس مبارك العسكرى للثورة و الثوار
و أنحيازه لأهداف الثورة
ذاكرتنا مثل ذاكرة " الأسماك "


صفوت حجازى يعترف بصفقة الاخوان مع الجيش بأن يسلمهم الحكم مقابل عدم فتح ملفات الفساد و محاكمة الفاسدين

كونوا أحرار و طالبوا بالحرية الكاملة ، و لا تطالبوا بتحسين شروط العبودية ..
و لا تستبدلوا ظالم بظالم أو طاغية بطاغية و تسمحوا للطغاة بالتناوب على حكمكم ..

مصر تستحق الأفضل و الأكفئ ليقود دفتها و ينجوا بها قبل أن تغرق بعد أن فرقنا العسكر و الإخوان إلى شيع و طوائف ، بالأضافة إلى أخطائنا أأيام الثورة كالتشرذم و التفرق و الاستئثار بالقرار و ........... " مرض الأنا " ..
" لنا أخطاء كثيرة و ساهمت فيما وصلنا إليه ويجب أن نتعلم منها " ..
صحيح كانت نوايانا صادقة لكننا أخطأنا ..


فى وسط هذا الضباب سيظهر القائد الذى يستطيع ان يوحد صفوف المصريين من جديد و يستعمل عقول و سواعد شباب مصر ليبنى دولة حضارية متقدمة دون أقصاء لأى فرد مصرى طالما هو الأكفئ ، قائد يستعمل طاقات الشباب المصرى بدل ما يتفنن فى أساليب لقمعهم و سجنهم و قتلهم و تصفيتهم ..
قائد يعلم قيمة أغلى ثروة فى مصر ثروة الشباب المصرى ..
قائد يجمع بين الكفاءة و الحزم و العدل و الرحمة و يؤمن بالعمل الجماعى ..
قائد يصطف خلفه الشعب المصرى ليدعمه ، حين يبدأ فى تكسير قيود تبعيتنا لأمريكا و لوكلاء أمريكا ..
فأصبروا و صابروا على هذا البلاء ..


لا تضيعوا تضحيات و دماء الشهداء و المصابين و من فقدوا نور عيونهم هدر ،
و تذكروا أن معتقلات العسكر و الإخوان مليئة بأصحاب قضية مثلكم ، و لكنهم لم يخضعوا و يصرون على أستكمال المشوار حتى النهاية مهما كانت التضحيات ..

فالمبادئ لا تتجزأ ، و الثوابت لا تتغير ، و هذا هو الفارق بيننا و بين الإخوان الأنتهازيين " الخونة " ..
يا نعيش أحرار .. يا نموت بكرامة و يكفينا شرف المحاولة ..


أعلم إن فيه ناس بتفكر على طريقة العمليات الأستشهادية ..
يعنى فى ناس بتقول لو رجع العسكر للحكم أكيد حيخلص " علينا " و على " الأخوان " ، فهم عندهم استعداد انهم يموتوا على يد العسكر من تانى ، بس يموت معاهم الاخوان الخونة ..
لأنهم فى كلا الحالتين " النظامين " هما اللى بيتم أعتقالهم و قتلهم و تصفيتهم ، سواء فى عهد العسكر أو عهد الاخوان الخونة ..
يعنى نظام " الشريك المخالف ، أخسر و أخسره " ..


لكن هذا أسلوب ينم عن يأس شديد جدآ .. و أعتقد أننا لازم نكون أقوى من كده ..
النهضة شدة و تزول .. و مصر أكبر من أن يتم أخونتها ..

مطلوب زعيم

الشيئ الوحيد الواجب علينا فعله هو عدم ترك الفرصة للأخوان لتحقيق مخططهم الهادف للسيطرة و التمكين من مفاصل الدولة المصرية " أخونتها " ، و خصوصآ أنهم يبذلون كل طاقتهم و حيلهم للسيطرة على الجيش المصرى و المخابرات و الشرطة و الأزهر الشريف و القضاء ، إن نجحوا فى مخططتهم هذا ، فسيستطيعون التمكين من مصر لعشرات السنوات .. و تكون مصر قد تم تسليمها
" تسليم أهالى " للتنظيم الدولى للإخوان ..

الشيئ الذى أستنتجته مما يحدث الآن أن الإخوان الخونة " خانوا صفقتهم مع مجلس مبارك العسكرى " و بدأوا يتحرشوا ببنودها و ينقلبوا عليهم " بدأوا الغدر بالعسكر " فهذا عهدهم " لا عهد لهم و لا وعد لهم و لا يؤتمنوا " ..
كما خانوا الثورة و الثوار فى ميدان الثورة .. بدأوا يخونوا العسكر و يخططوا للأنقلاب عليهم للتمكين من الجيش و المخابرات و الشرطة و بدأو بتنفيذ مخططات أختراق الأجهزة السيادية و هو ما بدا جليآ لكل من يمتلك بصر و قدر من بصيرة

الأخوان شغالين فى خطة السيطرة و التمكين من كل الأجهزة السيادية
و الآن الدور على الجيش !!

و كان لازم الجيش يفهم مقولة " أكلت يوم أكل الثور الأبيض "
لكن مجلس مبارك العسكرى أختار الإخوان و تحالف معهم ضد الثوار ، و اليوم جاء الدور عليه ..

محيى الدين الزايط ، عضو مجلس شورى الإخوان الذى قال إن :
« الجيش يقوده فأر و القوات المسلحة تحتاج إلى قيادة »
« الزايط » ، المعروف بكاتب رسائل المرشد الأسبوعية


و ألقى قصيدة نصها :
« تركوا مسجدنا الأقصى نهباً لشراذم أشرار ..
شعبى فى غزة يشرب من دمه الأقدار ..
لو كان لديهم إحساس لتحرك جيش جبار ..
قد خابوا فى كل سبيل، قد ضلوا فى كل قرار ..
فى السِّلم تراهم فرساناً و فى الحرب خزايا وفرار ..
ما قيمة جيش إن كان يقودهم الفار » ..

من المؤكد أن قيادات ال
إخوان صدرت لهم التعليمات بالتحرش بقيادات الجيش لتسهيل عملية السيطرة و التمكين من الجيش ، فهو بالنسبة لهم الجائزة الكبرى


حتى الآن يظهر أنهم سيطروا بالفعل على الشرطة ، و هذا شيئ طبيعى جدآ لشرطة عمر ما كان ولائها للشعب المصرى " الشعب اللى هى منه " و طول عمرها موالية لأى نظام حكم و ستظل هكذا .. الشرطة لحماية النظام فقط ..

أيضآ سيطروا على النيابة العامة و تمكنوا منها عن طريق نائبهم العام الأخوانى
يعنى من نائب عام موالى لنظام مبارك ، لنائب عام موالى لنظام الأخوان يا شعب لا تحزن ..
و السؤال : متى يأتى نائب عام موالى لشعب مصر ؟


يجب أن لا نترك الفرصة لهم لأيقاع الجيش فى جرائم كما فعل من قبل مجلس مبارك العسكرى ، عندما لوث يد بعض جنود و ضباط الجيش المصرى بدماء الشعب المصرى ..
هذا خطأ و جريمة فادحة وقع فيها الجيش المصرى بسبب مجلس مبارك العسكرى
" و لن ننساه قبل معاقبة كل من أمر و تسبب فى هذا "

فالجيش ملك الشعب و يجب أن يظل ملك الشعب و ولائه للشعب المصرى و لتراب الوطن و علينا إلا نسمح لهم بتنفيذ مخططهم الهادف للتمكين من الجيش المصرى ..

و على الجيش المصرى إلا يتورط فى دم مصرى مرة آخرى ، و عليه ان يعاقب كل من تلوثت يداه بدم مصرى أو أستباح عرض مصرية ..
فالدم المصرى غالى ، و كما ان دماء أفراد جيشنا غالية علينا ، يجب ان تكون دماء و أعراض الشعب غالية عليه ..
و على الجيش المصرى أن يثبت أنه ملك للشعب المصرى و ولائه للشعب فقط ، و لسنا بحاجة أن نهتف مرة آخرى بالهتاف الذى لم يصونه و يعلم قيمته مجلس مبارك العسكرى ..
و على الجيش ترميم صورته التى تم تشويهها بتنفيذه لجرائم فى حق الشعب المصرى وقت حكم مجلس مبارك العسكرى من الصعب ، بل من المستحيل نسيانها
و الترميم = القصاص من كل من أمر و شارك بجريمة فى حق شعب مصر
..

و لكن لا تستهتروا بمحاولاتهم و مكائدهم وأعلموا أن قطيع من الخراف ، منظم ومصطف و يد واحدة بأستطاعته التغلب والسيطرة على غابة أسودها متفرقين ومتشرذمين ..
أفيقوا و أتحدوا و أنكروا الذات و ضعوا مصر فوق الجميع ..
أتحدوا قبل فوات الآوان ..

أقول لشباب الثورة الأحرار أصحاب المبادئ
أعلموا أن :
" لو أن السماء أمطرت حرية .. لفتح العبيد الشمسية " ..
" الأحرار يبكون شهدائهم ، بينما العبيد يبكون جلاديهم " ..

أحنا شعبين .. شعبين .. شعبين نصفه من الأحرار , و نصفه من العبيد ..
" عبيد مبارك , عبيد العسكر و عشاق لعق البيادة
, عبيد المرشد و الإخوان , عبيد السلطة والمصالح , عبيد لقمة العيش " ..

لذلك  لكم الله يا أحرار ففي مواجهتكم جيوش من العبيد ..
عندما تعشق العبودية

و بالنسبة للإخوان الخونة فــ مسير الشعب المصرى يستيقذ من ثباته العميق و يفوق من تأثير تضليلهم و تخديرهم له بأسم الدين و يكتشفهم على حقيقتهم ، و يعلم أنهم ما هم إلا تجار دين ليس إلا ، و الإسلام منهم و من أفعالهم و أقوالهم بريئ ، و يقتلعهم من جذورهم ..

و لا تنسوا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
آية المنافق ثلاث " إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا أوئتمن خان " ، و فى رواية آخرى " و إذا خاصم فجر "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهذه الآيات تنطبق جميعها على الإخوان و الشعب المصرى ليس بساذج و بالفعل الشعب بدأ يستعيد وعيه ..

و أعذروا الشعب لأن :

الإخوان يكذبون بكل صدق ، و يخادعون بكل آمانة ، و ينافقون بكل براءة ، و يخونون بكل أخلاص ..

أعتمدوا على الله ، ثم على توعية الشعب المصرى ..

و لا تستجيروا من الرمضاء بالنار ..


نحتاج لـ " ثورة تصحيح " و ليس لـ " إنقلاب عسكري " ..

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

أنصاف الثورات مقابر للشعوب عمومآ و للثوار خصوصآ



الحدود تراب ، والنضال واحد

تدفع الآن الشعوب العربية ثمن أنصاف ثوراتها ، تدفعها من أستقرارها و دمائها و أرواحها و نور عيون شبابها و أموالها و أقتصادياتها المنهارة و .........

تدفع الآن الشعوب العربية ثمن أنصاف ثوراتها ، تدفعها من "
أستمرار و أنتشار مسلسل المراقبة و التجسس ، ثم الخطف و التعذيب و الأعتقالات و الأختفاء القصرى و التصفية الجسدية
" الأغتيالات " الممنهجة للثوار و النشطاء السياسيين " المعارضين
" لتلك الأنظمة
" القمعية الناشئة ..


تدفع
الآن الشعوب العربية ثمن أنصاف ثوراتها ، تدفعها من أستمرار الأوضاع التى كانت من قبل ، بل و تفاقمها " فقر و بطالة و مرض و غلاء و جهل و فقدان للآمن و الآمان و ......... " ..

و ستظل الشعوب العربية تدفع ثمن أنصاف الثورات العربية غالى ، حتى تصحح مأ أخطأت فيه و تستكمل ثوراتها التى سرقت منهم بليل ..

مع الأسف نجحت قوى غربية و عربية مسيطرة ، فى الكيد لثوراتنا العربية فى
" تونس و مصر و اليمن و ليبيا و حتى فى سوريا " أعتمادآ منهم على أخطائنا فى الداخل ..

ملحوظة : القوى الغربية و العربية المسيطرة و صاحبة النفوذ التى أقصدها هى :
فى كل دولة من دول الربيع العربى كانت فيه دول مهيمنة و مسيطرة عليها و لها نفوذ و مصالح بها كــ " أمريكا و أوروبا و إسرائيل و قطر و السعودية و الأمارات ، و فى بعض الدول كانت روسيا و إيران و الصين و حزب الله اللبنانى " ..


بعد أن أستطاعت تلك الثورات العربية " الشعبية " فى الأطاحة " برؤوس " الأنظمة القمعية التى كانت تحكم تلك الدول ، والتى كانت تعد أنظمة موالية لتلك القوى الغربية و العربية المسيطرة ، و بالرغم من أن تلك الأنظمة العربية كانت أنظمة بالية و مهترئة و شبه منتهية بالنسبة لتلك القوى إلا أنها كانت تعمل على حماية مصالح و نفوذ تلك القوى و هنا كان تضارب المصالح ..
فوصول أنظمة وطنية لسدة الحكم فى دول الربيع العربى و تحقيقها لمطالب و تطلعات شعوبها و التى تتمثل فى : " العيش ، و الحرية ، و العدالة الأجتماعية ، و الكرامة الإنسانية "
مما يؤدى إلى تحقيق نهضة حقيقية و تقدم فى تلك الدول " دول الربيع العربى "  ، تخرجها من تبعيتها لتلك القوى المسيطرة " القوى الغربية و العربية المسيطرة و صاحبة النفوذ و المصالح فى تلك الدول " ..
نهضة حقيقية = أستقلال تام فى القرار مع توافق وطنى حقيقى مبنى على مشاركة كل أبناء الوطن فى بناءه ، يصحبه تقدم ثقافى و علمى و زراعى و صناعى و تجارى و تكنولوجى و عسكرى و ..... يؤدى لخروج من التبعية و ذيل الآمم و العيش على المعونات و القروض ، إلى القيادة و الريادة ..
فمن يملك قوته يملك قراره ، و اللى أكله من فأسه أكيد حيكون قراره من رأسه ..

و تحقيق هذا الهدف " النهضة حقيقية " سيكون ضد مصالحهم ، بل يرونه مهدد لمصالحهم و نفوذهم ، و من هنا كان ما كان ..

أستطاعت تلك القوى الغربية و العربية ، أستبدال تلك الأنظمة القمعية و الساقطة و المهترئة و الموالية لهم ، بأنظمة جديدة لا تختلف فى سياساتها و توجهاتها عن سابقاتها فى الولاء لتلك القوى ، و دعمتهم بالضغوط و المال لتضمن وصولهم لسدة الحكم فى تلك الدول الطامحة لتحقيق نهضة حقيقية ، و هنا أستفادت تلك القوى من الثورات العربية بعد سيطرتها عليها و تحويل مساراتها عن أهدافها ، لتؤمن مصالحها و نفوذها فى تلك الدول لسنوات قادمة و بأنظمة جديدة عوضآ عن تلك الأنظمة العتيقة و المهترئة التى أسقطتها تلك الثورات الشعبية ..

و السؤال البديهى الآن كيف تم السيطرة على ثوراتنا و كيف تم تحويل مساراتها و أين كنا نحن و لماذا لم نتصدى لهم و نقاومهم ؟؟
مع الأسف تمت السيطرة على الثورات العربية و تم تحويل مساراتها ، ثم أختطافها و سرقتها عن طريق موائمات و مؤامرات و صفقات قذرة ، تمت بين تلك القوى الغربية و العربية المسيطرة و بين تلك الأنظمة الجديدة التى وصلت الآن لسدة الحكم فى دول الربيع العربى و ذلك فى نظير أن تظل الأوضاع كما هى فى دول الربيع العربى من سياسات و توجهات و تبعية لتلك القوى الغربية و العربية المسيطرة " صاحبة المصالح و النفوذ " ، و فى مقابل دعم تلك الأنظمة الجديدة فى الوصول لسدة الحكم و البقاء فيه أطول فترة ممكنة و تثبيت عروشهم ، و غض الطرف عن أستعمالهم لنفس أدوات الأنظمة السابقة فى أخضاع شعوب تلك الدول ، سواء بأستعمال القوانين و الدساتير الأستبدادية ، أو العنف و القمع العسكرى و الشرطى و الميليشياتى أو بأستعمال الأداة الجديدة فى التضليل و التشويه بأسم الدين ..
وبالفعل كل دولة أستعمل فيها ما يناسبها من أدوات لأخضاع شعبها ..
أما أين كنا نحن من كل هذا ، كنا بالميادين منشغلين فقط بأسقاط باقى رموز الأنظمة الساقطة ، فأستغلوا أخطائنا و تشتتنا و جرونا لمعارك جانبية كثيرة و حولونا لقوة رد فعل بعد ان كنا قوة فعل ، و قدموا للشعوب تلك الأنظمة على أنها هى المخلصة لهم و التى سوف تحقق لهم الأستقرار المنشود " الأستقرار المفقود " و الذى لم يتحقق لتلك الشعوب حتى تلك اللحظة فلقد باعوا لنا الوهم ..

قامت الشعوب العربية بالثورات و دفعت الثمن غالى من دماء و شهداء و مفقودين و مصابين و ضياع عيون و معتقلين و ........ ، و كل هذا من أجل رفعة أوطانهم و أستقرارها أستقرار حقيقى
" فأستقرار القمة يختلف عن أستقرار القاع "
و حصدت ثمار تضحياتهم تلك القوى الغربية و العربية المسيطرة ، و حلفائهم بالداخل " ممثليهم الجدد فى حكم دول الربيع العربى " ..
و صدق من قال أن "  الثورة يفكر فيها العقلاء و يقوم بها الشجعان و يجنى ثمارها الجبناء "
هكذا حدث مع الأسف ..

أخطأئنا عندما ظننا أن تلك القوى المتضررة من الثورات العربية ستشاهدنا و نحن نغير أوطاننا للأفضل و ستظل ساكنة و صامتة و مكتوفة الأيدى و لا تتدخل و تخطط و تدبر بليل لتحافظ على مصالحها و نفوذها فى تلك الدول الثائرة ..

أخطأئنا و الآن ندفع ثمن هذه الأخطاء و ندفع ثمن قلة خبرتنا و سذاجتنا فى كثير من المواقف التى أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن ..

أخطأئنا و ندفع الآن ثمن تشتتنا  و تشرذمنا و سندفع أثمان أكثر و أغلى أن ظللنا نسير بنفس أسلوبنا فى التفكير و التحليل و أن نظل رد فعل ..

أخطأئنا فى عدم ثقافتنا ، فلو كنا آمة أقرأ بحق ما كنا وقعنا فيما وقعنا فيه ، فنحن لا نقرأ فى التاريخ فلا نتعلم ، فكثير من المتعلمين فينا غير مثقفين أكثر من جهلائنا ، لو كنا بنقرأ كنا عرفنا حقيقة تلك الأنظمة الجديدة قبل صعودها إلى سدة الحكم ، فكتاباتهم كانت تدل على ان ظاهرهم غير باطنهم و لكننا جميعآ أنخدعنا فيهم لأننا بنأخذ بظواهر الأمور و لا نبحث عن بواطنها فكان ما كان ..

أخطأئنا عندما ركزنا جهودنا و أهتماماتنا لمحاربة الأنظمة الساقطة فقط و تركنا
" لصوص الثورات " فى الداخل و الخارج تصول و تجول و تخطط و تدبر إلى أن تحالفوا علينا و عقدوا صفقاتهم القذرة و سيطروا على ثوراتنا  و أختطفوها و سرقوها منا و سرقوا أحلامنا و أهداف ثوراتنا ، و صعدوا إلى سدة الحكم على أكتافنا ثم دهسونا بأحذيتهم الغليظة ..
و كأننا ثورنا لكى نغير لتلك القوى الغربية و العربية المسيطرة ، تلك الأنظمة الميتة و المهترئة التى كانت تحكم و اصبحت عبئ عليها ، فقمنا بمساعدتهم فى تغييرها بأنظمة جديدة على نفس نهج و سياسات الأنظمة القديمة من الولاء و الطاعة لهم ..

لابد أن نعلم أن القوى الغربية و العربية المسيطرة و صاحبة المصالح و النفوذ ، و الداعمة للأنظمة الجديدة فى دول الربيع العربى ، لا يهمها تحقيق أهداف تلك الثورات التى ضحت من أجلها شعوب تلك الدول كــ " العيش ، و الحرية ، و العدالة الأجتماعية ، و الكرامة الإنسانية "
فكل هذا لا يعنيهم و لا يهمهم ، و لا يهمهم كيف ستحكم تلك الأنظمة الجديدة هذه الدول سواء كانت ستحكم بالقوة العسكرية و الشرطية أو بالقوة الدينية أو بكلاهما ..
فلا يهمهم إلا حماية مصالحهم و نفوذهم فى تلك الدول و أن تظل تلك الدول تابعة لهم سياسيآ و أقتصاديآ و عسكريآ و ...........

و صدق من قال أن " أنصاف الثورات مقابر للشعوب عمومآ و للثوار خصوصآ " ..

فأكملوا ثوراتكم تصحوا و موتوا على تحقيق أهدافها مهما كانت التضحيات ..
ففى كل الأحوال سنضحى ، و أن لم نضحى  سيضحى بنا من قبل تلك الأنظمة التى تدعى أن الثورات أنتهت بوصولهم لسدة الحكم ..
و أكبر دليل على كلامى هذا :
ما قلته من قبل
" أستمرار و أنتشار مسلسل المراقبة و التجسس ، ثم الخطف و التعذيب و الأعتقالات و الأختفاء القصرى و التصفية الجسدية " الأغتيالات " الممنهجة للثوار و النشطاء السياسيين " المعارضين " لتلك الأنظمة " الناشئة ..

فصححوا أخطائكم و تعلموا منها و أكملوا ما بدأتوه ..
صحيح يستطيعون الحصول على جثثنا ، لكن لن يستطيعوا أخضاعنا لمشاريعهم و سياساتهم المجهولة التى لا تختلف عن سياسات من سبقوهم و سنظل نقاوم و إن فشل جيلنا ، فسيواجهون أجيال قادمة لن تخضع و ستحقق أهداف الثورات العربية ..
الثورات مستمرة .. حتى تحقيق كل أهدافها .. مكملين


الحدود تراب، والنضال واحد