Music Player

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

أنصاف الثورات مقابر للشعوب عمومآ و للثوار خصوصآ



الحدود تراب ، والنضال واحد

تدفع الآن الشعوب العربية ثمن أنصاف ثوراتها ، تدفعها من أستقرارها و دمائها و أرواحها و نور عيون شبابها و أموالها و أقتصادياتها المنهارة و .........

تدفع الآن الشعوب العربية ثمن أنصاف ثوراتها ، تدفعها من "
أستمرار و أنتشار مسلسل المراقبة و التجسس ، ثم الخطف و التعذيب و الأعتقالات و الأختفاء القصرى و التصفية الجسدية
" الأغتيالات " الممنهجة للثوار و النشطاء السياسيين " المعارضين
" لتلك الأنظمة
" القمعية الناشئة ..


تدفع
الآن الشعوب العربية ثمن أنصاف ثوراتها ، تدفعها من أستمرار الأوضاع التى كانت من قبل ، بل و تفاقمها " فقر و بطالة و مرض و غلاء و جهل و فقدان للآمن و الآمان و ......... " ..

و ستظل الشعوب العربية تدفع ثمن أنصاف الثورات العربية غالى ، حتى تصحح مأ أخطأت فيه و تستكمل ثوراتها التى سرقت منهم بليل ..

مع الأسف نجحت قوى غربية و عربية مسيطرة ، فى الكيد لثوراتنا العربية فى
" تونس و مصر و اليمن و ليبيا و حتى فى سوريا " أعتمادآ منهم على أخطائنا فى الداخل ..

ملحوظة : القوى الغربية و العربية المسيطرة و صاحبة النفوذ التى أقصدها هى :
فى كل دولة من دول الربيع العربى كانت فيه دول مهيمنة و مسيطرة عليها و لها نفوذ و مصالح بها كــ " أمريكا و أوروبا و إسرائيل و قطر و السعودية و الأمارات ، و فى بعض الدول كانت روسيا و إيران و الصين و حزب الله اللبنانى " ..


بعد أن أستطاعت تلك الثورات العربية " الشعبية " فى الأطاحة " برؤوس " الأنظمة القمعية التى كانت تحكم تلك الدول ، والتى كانت تعد أنظمة موالية لتلك القوى الغربية و العربية المسيطرة ، و بالرغم من أن تلك الأنظمة العربية كانت أنظمة بالية و مهترئة و شبه منتهية بالنسبة لتلك القوى إلا أنها كانت تعمل على حماية مصالح و نفوذ تلك القوى و هنا كان تضارب المصالح ..
فوصول أنظمة وطنية لسدة الحكم فى دول الربيع العربى و تحقيقها لمطالب و تطلعات شعوبها و التى تتمثل فى : " العيش ، و الحرية ، و العدالة الأجتماعية ، و الكرامة الإنسانية "
مما يؤدى إلى تحقيق نهضة حقيقية و تقدم فى تلك الدول " دول الربيع العربى "  ، تخرجها من تبعيتها لتلك القوى المسيطرة " القوى الغربية و العربية المسيطرة و صاحبة النفوذ و المصالح فى تلك الدول " ..
نهضة حقيقية = أستقلال تام فى القرار مع توافق وطنى حقيقى مبنى على مشاركة كل أبناء الوطن فى بناءه ، يصحبه تقدم ثقافى و علمى و زراعى و صناعى و تجارى و تكنولوجى و عسكرى و ..... يؤدى لخروج من التبعية و ذيل الآمم و العيش على المعونات و القروض ، إلى القيادة و الريادة ..
فمن يملك قوته يملك قراره ، و اللى أكله من فأسه أكيد حيكون قراره من رأسه ..

و تحقيق هذا الهدف " النهضة حقيقية " سيكون ضد مصالحهم ، بل يرونه مهدد لمصالحهم و نفوذهم ، و من هنا كان ما كان ..

أستطاعت تلك القوى الغربية و العربية ، أستبدال تلك الأنظمة القمعية و الساقطة و المهترئة و الموالية لهم ، بأنظمة جديدة لا تختلف فى سياساتها و توجهاتها عن سابقاتها فى الولاء لتلك القوى ، و دعمتهم بالضغوط و المال لتضمن وصولهم لسدة الحكم فى تلك الدول الطامحة لتحقيق نهضة حقيقية ، و هنا أستفادت تلك القوى من الثورات العربية بعد سيطرتها عليها و تحويل مساراتها عن أهدافها ، لتؤمن مصالحها و نفوذها فى تلك الدول لسنوات قادمة و بأنظمة جديدة عوضآ عن تلك الأنظمة العتيقة و المهترئة التى أسقطتها تلك الثورات الشعبية ..

و السؤال البديهى الآن كيف تم السيطرة على ثوراتنا و كيف تم تحويل مساراتها و أين كنا نحن و لماذا لم نتصدى لهم و نقاومهم ؟؟
مع الأسف تمت السيطرة على الثورات العربية و تم تحويل مساراتها ، ثم أختطافها و سرقتها عن طريق موائمات و مؤامرات و صفقات قذرة ، تمت بين تلك القوى الغربية و العربية المسيطرة و بين تلك الأنظمة الجديدة التى وصلت الآن لسدة الحكم فى دول الربيع العربى و ذلك فى نظير أن تظل الأوضاع كما هى فى دول الربيع العربى من سياسات و توجهات و تبعية لتلك القوى الغربية و العربية المسيطرة " صاحبة المصالح و النفوذ " ، و فى مقابل دعم تلك الأنظمة الجديدة فى الوصول لسدة الحكم و البقاء فيه أطول فترة ممكنة و تثبيت عروشهم ، و غض الطرف عن أستعمالهم لنفس أدوات الأنظمة السابقة فى أخضاع شعوب تلك الدول ، سواء بأستعمال القوانين و الدساتير الأستبدادية ، أو العنف و القمع العسكرى و الشرطى و الميليشياتى أو بأستعمال الأداة الجديدة فى التضليل و التشويه بأسم الدين ..
وبالفعل كل دولة أستعمل فيها ما يناسبها من أدوات لأخضاع شعبها ..
أما أين كنا نحن من كل هذا ، كنا بالميادين منشغلين فقط بأسقاط باقى رموز الأنظمة الساقطة ، فأستغلوا أخطائنا و تشتتنا و جرونا لمعارك جانبية كثيرة و حولونا لقوة رد فعل بعد ان كنا قوة فعل ، و قدموا للشعوب تلك الأنظمة على أنها هى المخلصة لهم و التى سوف تحقق لهم الأستقرار المنشود " الأستقرار المفقود " و الذى لم يتحقق لتلك الشعوب حتى تلك اللحظة فلقد باعوا لنا الوهم ..

قامت الشعوب العربية بالثورات و دفعت الثمن غالى من دماء و شهداء و مفقودين و مصابين و ضياع عيون و معتقلين و ........ ، و كل هذا من أجل رفعة أوطانهم و أستقرارها أستقرار حقيقى
" فأستقرار القمة يختلف عن أستقرار القاع "
و حصدت ثمار تضحياتهم تلك القوى الغربية و العربية المسيطرة ، و حلفائهم بالداخل " ممثليهم الجدد فى حكم دول الربيع العربى " ..
و صدق من قال أن "  الثورة يفكر فيها العقلاء و يقوم بها الشجعان و يجنى ثمارها الجبناء "
هكذا حدث مع الأسف ..

أخطأئنا عندما ظننا أن تلك القوى المتضررة من الثورات العربية ستشاهدنا و نحن نغير أوطاننا للأفضل و ستظل ساكنة و صامتة و مكتوفة الأيدى و لا تتدخل و تخطط و تدبر بليل لتحافظ على مصالحها و نفوذها فى تلك الدول الثائرة ..

أخطأئنا و الآن ندفع ثمن هذه الأخطاء و ندفع ثمن قلة خبرتنا و سذاجتنا فى كثير من المواقف التى أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن ..

أخطأئنا و ندفع الآن ثمن تشتتنا  و تشرذمنا و سندفع أثمان أكثر و أغلى أن ظللنا نسير بنفس أسلوبنا فى التفكير و التحليل و أن نظل رد فعل ..

أخطأئنا فى عدم ثقافتنا ، فلو كنا آمة أقرأ بحق ما كنا وقعنا فيما وقعنا فيه ، فنحن لا نقرأ فى التاريخ فلا نتعلم ، فكثير من المتعلمين فينا غير مثقفين أكثر من جهلائنا ، لو كنا بنقرأ كنا عرفنا حقيقة تلك الأنظمة الجديدة قبل صعودها إلى سدة الحكم ، فكتاباتهم كانت تدل على ان ظاهرهم غير باطنهم و لكننا جميعآ أنخدعنا فيهم لأننا بنأخذ بظواهر الأمور و لا نبحث عن بواطنها فكان ما كان ..

أخطأئنا عندما ركزنا جهودنا و أهتماماتنا لمحاربة الأنظمة الساقطة فقط و تركنا
" لصوص الثورات " فى الداخل و الخارج تصول و تجول و تخطط و تدبر إلى أن تحالفوا علينا و عقدوا صفقاتهم القذرة و سيطروا على ثوراتنا  و أختطفوها و سرقوها منا و سرقوا أحلامنا و أهداف ثوراتنا ، و صعدوا إلى سدة الحكم على أكتافنا ثم دهسونا بأحذيتهم الغليظة ..
و كأننا ثورنا لكى نغير لتلك القوى الغربية و العربية المسيطرة ، تلك الأنظمة الميتة و المهترئة التى كانت تحكم و اصبحت عبئ عليها ، فقمنا بمساعدتهم فى تغييرها بأنظمة جديدة على نفس نهج و سياسات الأنظمة القديمة من الولاء و الطاعة لهم ..

لابد أن نعلم أن القوى الغربية و العربية المسيطرة و صاحبة المصالح و النفوذ ، و الداعمة للأنظمة الجديدة فى دول الربيع العربى ، لا يهمها تحقيق أهداف تلك الثورات التى ضحت من أجلها شعوب تلك الدول كــ " العيش ، و الحرية ، و العدالة الأجتماعية ، و الكرامة الإنسانية "
فكل هذا لا يعنيهم و لا يهمهم ، و لا يهمهم كيف ستحكم تلك الأنظمة الجديدة هذه الدول سواء كانت ستحكم بالقوة العسكرية و الشرطية أو بالقوة الدينية أو بكلاهما ..
فلا يهمهم إلا حماية مصالحهم و نفوذهم فى تلك الدول و أن تظل تلك الدول تابعة لهم سياسيآ و أقتصاديآ و عسكريآ و ...........

و صدق من قال أن " أنصاف الثورات مقابر للشعوب عمومآ و للثوار خصوصآ " ..

فأكملوا ثوراتكم تصحوا و موتوا على تحقيق أهدافها مهما كانت التضحيات ..
ففى كل الأحوال سنضحى ، و أن لم نضحى  سيضحى بنا من قبل تلك الأنظمة التى تدعى أن الثورات أنتهت بوصولهم لسدة الحكم ..
و أكبر دليل على كلامى هذا :
ما قلته من قبل
" أستمرار و أنتشار مسلسل المراقبة و التجسس ، ثم الخطف و التعذيب و الأعتقالات و الأختفاء القصرى و التصفية الجسدية " الأغتيالات " الممنهجة للثوار و النشطاء السياسيين " المعارضين " لتلك الأنظمة " الناشئة ..

فصححوا أخطائكم و تعلموا منها و أكملوا ما بدأتوه ..
صحيح يستطيعون الحصول على جثثنا ، لكن لن يستطيعوا أخضاعنا لمشاريعهم و سياساتهم المجهولة التى لا تختلف عن سياسات من سبقوهم و سنظل نقاوم و إن فشل جيلنا ، فسيواجهون أجيال قادمة لن تخضع و ستحقق أهداف الثورات العربية ..
الثورات مستمرة .. حتى تحقيق كل أهدافها .. مكملين


الحدود تراب، والنضال واحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق